اصيص فخار

[tamantemo]

على حافة التاريخ وبعيدًا عن الإمبراطورية الرومانية الشاملة، ظلت أيرلندا ثقافة منضبطة وبسيطة حتى ظهور الرهبنة المسيحية في أوائل العصور الوسطى. كان من الممكن أن تشارك قدرتها على صنع الأدوات مع الكثير من شعوب العصر الحجري الحديث والشعوب اللاحقة التي تعيش في ما نعتبره أوروبا اليوم. عثر علماء الآثار على بقايا أوعية خزفية مستديرة قديمة، لكن لم نرى صورة أكثر صدقًا لما يمكن أن نطلق عليه التصميم الأيرلندي إلا بعد أن استولت القبائل السلتية على السلطة. وعلى الرغم من أن الكلت فضلوا الخشب والحجر لبياناتهم الثقافية الأكثر أهمية، إلا أن جذورهم في الثقافة الهندية الأوروبية تحولت في النهاية إلى التصاميم الحيوانية الدوامية التي نربطها بالتصميم الأيرلندي اليوم.

لكن في وجودهم اليومي العامي، كان الأيرلنديون ينعمون بمصادر الطين بكميات كافية وفي أماكن كافية لتمكينهم من تطوير الفخار "الخشن" الذي خدمهم جيدًا لمئات السنين. كانت الأوعية والأباريق وأدوات الألبان تسير جنبًا إلى جنب مع نمط حياتهم الريفي؛ كانت الأشياء الحقيقية والأكثر فائدة في الفخار الأيرلندي هي الأواني الفخارية الوظيفية ذات اللون البني والخشن، والتي تكون أحيانًا منقوشة، وغالبًا ما تكون مزججة بطبقة زجاجية شفافة أو خضراء وتُصنع محليًا على دفعات صغيرة.

غالبًا ما يتم تطبيق شكل سائل من الطين يسمى الانزلاق على وعاء لإضافة القليل من الزخرفة وتطورت هذه التقنية بمرور الوقت في أيرلندا. تم إنتاج أواني جميلة جدًا في شمال البلاد (أواني كواليسلاند)، ولكن يمكن العثور على أنواع مختلفة من الأواني الخشنة في جميع أنحاء الجزيرة. تم تصنيع هذه الأواني واستخدامها خلال القرن التاسع عشر، وهي الدعامة الأساسية للحياة الريفية.

اصيص فخار
لم يكن الأمر كذلك حتى القرن السابع عشر عندما وجدت أيرلندا أن إنتاج الخزف "الراقي" الأكثر فخامة كان مصدرًا جيدًا محتملاً للدخل وعائدات التصدير، وكانت هذه الفخاريات "الفاخرة" المبكرة مدعومة برأس المال الأنجلو وأمواله. يعد Belleek Pottery مثالًا جيدًا لصناعة تم إنشاؤها لمساعدة السكان الأصليين باستخدام الطين المحلي (الباريان)، والعمالة المحلية، والكثير من الإلهام "الأيرلندي" المحلي في التصميم: فهو موجود حتى يومنا هذا وربما يكون أشهر صناعة فخار أيرلندية. ومن المثير للاهتمام أن يوشيا ويدجوود استخدم الطين الأيرلندي من تيبيراري في أدواته الكريمية الشهيرة. قدمت أيرلندا المواد الخام وكذلك السلع تامة الصنع. ارتفعت تصاميم الزجاج والفضة أيضًا إلى بعض الأهمية خلال القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، لكن الانخفاض تبعه حتمًا في جميع أنواع التصنيع الثلاثة حيث كان للاضطرابات الاجتماعية والسياسية أثرها.

في بداية القرن العشرين حدثت ثورة ليس فقط في مجال السيادة الوطنية، بل وأيضاً في اعتزاز أيرلندا وإحساسها بالذات. تتجلى الفنون البصرية والحرف اليدوية في الغالب في الأدب والدراما، كما توسعت أيضًا وتم التعرف على الحرف الريفية لحقيقتها وجمالها وشكلت قاعدة صلبة لتطور التصميم الأيرلندي. جاء تطور الفخار بعد النسيج والأعمال الخشبية/الأثاث، لكنه ظهر أخيرًا في منتصف القرن، وازدهر في نهاية الألفية. بالنسبة للجزء الأكبر، تم إنتاج الفخار الأيرلندي للاستخدام المنزلي، للاستمتاع السهل واليومي. اليوم، كما في الماضي.