[ناشر العلم]

تحميل كتاب تأملات في عذوبة الكون




هناك تاريخ لم يكتبه أحدنا, هو (1/1/1).. أول فى أول شهر فى أول عام خلقت فيه الدنيا.. كان ذلك يوم زفاف التاريخ إلى الأرض, ويوم زفاف حواء إلى آدم.. يوم بداية الحياة البشرية.
وكان العرس مقصورا على آدم وحواء كان الشاهد الوحيد هو الله تبارك وتعالى, أما الملائكة فراحوا يتأملون -بدهشة البراءة- تلك الخليقة الحديثة التى تعرف الحب رغم الرداء الترابى الذى ترتديه.. ذلك هو الزواج الحقيقى الذى لم يحضره أحدنا وليست له صورة عند أحدنا.. ماذا كتب آدم فى دبلة الزواج؟ وماذا كتبت حواء فى دبلتها؟ لماذا لم يكتب أحدهما ذلك التاريخ (1/1/1)؟.. لم تكن هناك دبلة ولا زواج, كان هناك عناق روحى دائم, كان هناك أول يوم من أول شهر من أول عام خلقت فيه الدنيا, أى جمال كان لهذا اليوم غير جمال البراءة والحزن..
خرج آدم وحواء من الجنة وهبطا إلى الأرض. ما كان فى الجنة أشهر ولا أيام ولا أعوام ولا شمس ولا زمهرير ولا مرض ولا موت ولا هموم, ثمة خلود فحسب, والخلود لا يعرف هم القلق أو الحساب, ثم هاهما ينزلان الى الأرض, والأرض مخاطرات محسوبة وصراع وهلاك..
أدرك آدم وحواء انهما يبدآن حياة حديثة تماما.. لقد هبطا من الجنة.. وعصى آدم ربه فغوى ثم إجتباه ربه فتاب عليه وهدى.. نسى آدم أنه جائع, وفكر: ماذا يقدم من طعام لهذا اليوم الأول؟.
دموع الندم لاشئ فى مكنته غير دموع الندم***8230; بكى الجد الأعلى للبشرية.. كان يبكى ذكريات أيام النقاء الأولى, وكان يبكى ما فقده من ثمار جنة الطاعة والقرب, وهى ثمار كان مذاقها مازال عالقا بفؤاده





حمل من هنا


المصدر
تحميل كتاب تأملات في عذوبة الكون